يروى أن سيدنا عيسى -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهما ثلاثة أرغفة من الخبز، ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى u أنهما رغيفان فقط! فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث ؟! فأجاب: والله ما كانا إلا اثنين فقط !
لم يعلق نبي الله وسارا معاً، حتى أتيا رجلاً أعمى، فوضع عيسى u يده على عينه، ودعا الله له فشفاه الله عز وجل، ورد عليه بصره، فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله !
قال عيسى u لليهودي: بحق من شفا هذا الأعمى، ورد عليه بصره، أين الرغيف الثالث ؟!
فرد اليهودي: والله ما كانا إلا اثنين !!
ثم سارا حتى أتيا نهرا كبيراً، فقال اليهودي : كيف سنعبره ؟ فقال له عيسى u: قل باسم الله واتبعني، فسارا على الماء، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله!
و سأل عيسى u صاحبه اليهودي مرة ثالثة: بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب: والله ما كانا إلا اثنين !!!
وعندما وصلا الضفة الأخرى جمع عيسى u ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً، فتحولت إلى ذهب، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟!
فقال عيسى u: الأول لك، والثاني لي ، وسكت قليلا ، فقال اليهودي: والثالث ؟! فقال عيسى u: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث! ، فرد بسرعة: أنا الذي أكلته (!) فقال عيسى u: هي كلها لك، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا !
* * *
لم يلبث اليهودي إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان، فلما رأوا الذهب ترجلوا، وقاموا بقتله شر قتلة
وهكذا مات هذا اليهودي، ولم يستمتع بالذهب إلا دقائق معدودة
* * *
بعد أن حصل كل واحد منهم على كومة من الذهب، بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا ، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية بدلا من توزيعها على ثلاثة ؟! فقال له صاحبه: فكرة رائعة! فنادوا الثالث وقالا له: هل يمكن أن تشترى لنا طعاما لنتغدي قبل أن ننطلق ؟
ووافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟ وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له: لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك ؟!
وقام هذا الرجل بوضع السم في الطعام ليقتل صاحباه ويحصل على المال كله بمفرده، وعندما عاد استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات، ثم جلسا يتناولان الطعام الذي أحضره لهما، وهما لا يعلمان –بالطبع- أنه مسموم، فنما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا
* * *
وعندما رجع نبي الله عيسى u وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده، فقال: "هكذا تفعل الدنيا بأهلها وطلابها"