إسباغ الوضوء على المكاره أن يسبغ الوضوء ، والأصل في الإسباغ بمعنى أن يجعل الشيء سابغاً ، والسابغ هو الشامل العام ،
يقال أسبغ الله عليه نعمته أي شمله الله تعالى بنعمته ، والثوب السابغ هو الثوب الشامل ، فمعنى الإسباغ الشمول بحيث يشمل العضو بالوضوء ،
لا يُقصّر في توضئة ذلك العضو ، كأن يوضئ يده جميعاً من أطراف الأصابع إلى المرفق من غير إخلال شيء ، هذا هو الإسباغ ،
وكذلك بالنسبة إلى القدمين هذا هو الإسباغ ، فإسباغ الوضوء هو بمعنى أن يشمل الوضوء العضو الموضئ بحسب الحدود التي أُمر بها في الإسلام .
أما بالنسبة إلى كون ذلك على المكاره فنعم ، أن يسبغ الوضوء على المكاره هذا هو المعني في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم
( إلا أنبئكم بما يرفع الله به الدرجات ويمحو به الخطايا : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطى إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط )
فإسباغ الوضوء على المكاره بمعنى أن يتوضأ الإنسان ولو كان يحس بشدة في وضوئه ذلك أن يتوضأ وضوءاً كاملاً ولو كان يحس بشدة بسبب البرد الشديد مع برودة الماء
أو بسبب حرارة الماء مع سخونة الجو ، فإن ذلك هو إسباغ الوضوء على المكاره ، ولكن إن كان ذلك يؤدي إلى ضرر متيقن بحيث إن البرد يضر بعضوه الذي يوضئه
حتى ربما يؤدي ذلك إلى شلل ذلك العضو أو يؤدي إلى إصابة ذلك العضو بأي مرض من الأمراض في هذه الحالة لا يكلف ، إن استطاع أن يسخن الماء فليسخنه
وإن تعذر عليه ذلك ولم يستطع أن يسخن الماء فليعدل إلى التيمم ، والإنسان مطالب بأن يحافظ على صحته ، ا
لله تبارك وتعلى لم يكلف النفس ما يعسر عليها ويشق عليها (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) (البقرة : 286 ) (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا) (الطلاق : 7 )
والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول Sad إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم .) فالمأمور أن يأتي الإنسان بالعمل بقدر استطاعته وأن لا يكلف نفسه ما لا تستطيع ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وسلم.